ثانيا: الحزب الجديد الذى ندعو اليه:

وتمثل هذه الرسالة، دعوة الى اقامة حزب جديد من هذا النوع الذى تحتاج اليه البلاد، وحتى يكون هذا الحزب كذلك، فلابد أن يكون مختلفا ومتميزا عن الأحزاب العديدة القائمة، فهذا الحزب لابد أن يقوم على مرتكزات ومبادئ فكرية وسياسية واضحة وصحيحة، وعلى استيعاب عميق صحيح لدروس التاريخ المصرى الحديث، وللتراث العربى والإسلامى، ولحقائق الواقع المصرى والإقليمى والعالمى المعاصر، وعلى استشراف صائب وواقعى لآفاق التغيرات الجوهرية المتلاحقة فى مختلف نواحى الحياة الانسانية، ويستطيع من ثم أن يحدد لمصر طريقها الصحيح والآمن بين هذه الثوابت، وتلك المتغيرات، دون أن يفقد الأتجاه، ودون أن يرتطم بمخاطر الجمود، أو ينزلق إلى مهاوى الإنسياق وراء الدعاوى الزائفة، أو الشعارات الخادعة البراقة، التى تختفى وراءها المصالح والأغراض الداخلية أو الأجنبية المريبة، والتى ظاهرها الرحمة، وباطنها العذاب.
حزب يستطيع أن ينال ثقة الجماهير الواسعة، بوضوح وصحة مبادئه وتوجهاته، وبقوة وفاعلية برامجه وسياساته ومواقفه، وتطابقها مع مصالح ومشاعر الغالبية العظمى من الشعب، وبصدق وشجاعة وإخلاص قياداته وأعضائه ونقاء تاريخهم وسجلهم الوطنى، ويتطابق سلوكهم السياسى مع المبادئ والشعارات التى يرفعونها.
* ولا شك أن القضاء على السلبية والفراغ السياسى، انما يحتاج الى جهد هائل متواصل، كما أنه يرتبط بإحداث تغيرات جوهرية فى الأوضاع الدستورية والسياسية والقانونية للبلاد، تغيرات تفتح الباب واسعا أمام تحقيق تطور ديمقراطى شامل وعميق فى سائر نواحى حياتنا، وتكفل اقامة مناخ ديمقراطى صحى ونقى لحركة الجماهير، وإحداث هذه المتغيرات ليس بالأمر السهل أو اليسير، فدونه الكثير من العقبات الجسام التى تفرضها المصالح والأهواء والمطامع الداخلية والأجنبية، ولكن إنجاز هذه المتغيرات هو المدخل الضرورى لأى اصلاح حقيقى فى مختلف نواحى حياتنا، ومن ثم فهو المهمة الأساسية المطروحة على ساحة العمل الوطنى، والملقاه على عاتق كل الطلائع الوطنية الواعية والمخلصة.
* وإقامة هذا الحزب ندعو اليه، هو الخطوة الأولى التى يراها واضعوا هذه الرسالة لتحقيق هذا الهدف، وهو العمل الجاد على تحقيق تطور ديمقراطى شامل وعميق فى سائر نواحى حياتنا المصرية، وتوفير مناخ ديمقراطى صحى ونقى لحركة الجماهير الشعبية، بأعتبار أن ذلك هو المدخل الصحيح لتحقيق النهضة الشاملة، ولحل كل المشكلات الصعبة التى تواجهها البلاد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق