5- حزب التجمع يرفض الجبهة

ففى 31 يوليو سنة 1985 نشرت جريدة الأهالى تصريحا لمتحدث رسمى باسم حزب التجمع يقول فيه:
 "ان الحزب لم يقرر الاستجابة لهذه الدعوة ولم يتفهم -بعد- لا الدوافع ولا اساس الذى يمكن أن تقوم عليها مثل هذه الجبهة".
وبعد كل ماكتبه الشرقاوى شرحا لدعوته وبيانا لدوافعها، ولاسس وأهداف الجبهة التى يطالب بها كما ذكرنا فيما سبق فان المرء يحتاج الى قدر غير عادى من القدرة على عدم الفهم أو القدرة على ادعاء عدم الفهم، حتى يستطيع أن يقول ما قاله المتحدث الرسمى بلسان حزب التجمع.
وعلى أى حال فسرعان ما اتضح أن الدعاء عدم الفهم هذا لم يكن الا ستارا للرفض القاطع من جانب حزب التجمع لدعوة الاستاذ الشرقاوى للجبهة فى جملتها وتفاصيلها، وسرعان ما أعلن الحزب عن موقفه هذا فى مقالين متتاليين لرئيس تحرير مجلة "الأهالى" نشرا بها فى 21 و 28 أغسطس الماضى بعنوان "حوار عبد الرحمن الشرقاوى، وهو حوار جرى من جانب واحد، اذا لم يحضره الاستاذ عبد الرحمن الشرقاوى نفسه ولم يعلم به".
لقد أجهد رئيس تحرير الأهالى نفسه واجهد قراءة فى شرح وتبرير موقف الحزب من دعوة الاستاذ الشرقاوى، فأورد الكثير مما يمكن تفنيده والرد عليه، ولكننا لسنا بحاجة الى الرد على كل ما نعارضه أو نعترض عليه مما جاء فى مقال السيد رئيس التحرير وسوف نكتفى بمناقشة بعض النقاط الجوهرية فيما كتب.
من بين كل ما قاله السيد رئيس تحرير الأهالى تبرز أمامنا العبارة التالية لتلخص لنا موقف الحزب:
"أننا نرفض تحديده للعدو والاطراف الجبهة وعدم وضوح أهدافها".
وقد أوضحنا كيف افاض الاستاذ الشرقاوى فى بيان الدوافع التى تحدو به الى الدعوة لاقامة الجبهة، ولعل القارئ قد لمس أن هذه الدوافع هى دوافع طبيعية جدا بل وبدهيةوانها كافية ومقنعة جدا لكل من يريدأن يقتنع ولكن المتحدث الرئيسى لحزب التجمع ورئيس تحرير جريدته يصران على عدم الاقتناع بصحة هذه الدوافع أو بوجاهتها وكأنه لابد من وجود دافع خفى، أو تآمرى وراء كل سلوك حتى ولو كان سلوكا طبيعيا.
والواقع أن ما يثير الدهشة حقا ويدعو الى البحث عن الدوافع الخفية، ليس هو مطالبة الاستاذ الشرقاوى بإقامة الجبهة الوطنية، بل هو رفض حزب التجمع لهذه الجبهة.
ويقول رئيس تحرير الأهالى:
 "أن هذا التحديد الواضح للعدو، والهدف من الجبهة، يحدد أيضا أطرافها".
كما يقول:
 "فنحن نرفض تحديده للعدو، ولا نوافق على تحديدة لقوى الجبهة، ولا نفهم الهدف منها". 
وحتى يستقيم المنطق فى هذه المعادلة، فليسمح لنا رئيس تحرير الاهالى بأن نعيد ترتيب عناصرها فنقول: أن التحديد الواضح لاهداف الجبهة هو الذى يحدد اطرافها، كما يحدد أعداءها.
ولقد افاض الاستاذ الشرقاوى كما أوضحنا من قبل فى تحديده لاهداف الجبهة ومهامها، مع ذلك فان حزب التجمع يصر على عدم الفهم، يصر على أن ما جاء فى مقالات الاستاذ الشرقاوى فى هذا الصدد ليس الا "مجموعة من الكلمات العامة التى لا تحدد هدفا بذاته وانما تكتفى بشعارات مطلقة تحمل أكثر من معنى وتفسير".
ويقول الاستاذ الشرقاوى: "أنه لا يضع برنامجا للجبهة بل هو يترك هو يترك ذلك لقوى الجبهة ذاتها وهو بذلك يترك الأمر للاتفاق بين أطراف الجبهة، ومع ذلك فان حزب التجمع لا يريد أن يتخذ من الامر كله الموقف الايجابى البناء.. فيبدى استعداده لبذل جهده فى ايضاح واستكمال برنامج الجبهة، بل على العكس فانه لا المتحدث الرسمى باسم الحزب ولا رئيس تحرير جريدته يتمهل ويعطى لنفسه أو لحزبه الفرصة لكى يختبر مدى جدية الأمر، ومدى امكان العمل على استكمال النواقص التى يراها فيه".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق