رسالة الى الدكتور رفعت السعيد

الأخ العزيز الدكتور/ رفعت السعيد,
 أبعث اليك بخالص التحية وجزيل الشكر على تفضلك باهدائى كتابك الجديد القيم: مجرد ذكريات -الجزء الثالث، ووآراء مشابهة فى الجزء الثانى من :مجرد ذكريات، معه روايتك: الرمال، التى لم أقرأها بعد، وان كنت قد استمتعت بقراءة الكتاب وفرغت منه توا.
 وفى كلمة الاهداء الرقيقة التى تفضلت بكتابتها لى فى صفحة الكتاب الأولى قلت: ولعلى كنت صائبا فيما قلت، وقد فهمت منها، ولعلى أكون أنا الأخر صائبا فيما فهمت، انك تعنى بذلك ما جاء بالكتاب خاصا بى وببعض الاصدقاء والزملاء الذين اتفقت مواقفهم مع موقفى فى ذلك العهد البعيد الذى بدأت فيه قصة التجمع، منبرا ثم حزبا، واذكر انك ذكرت معلومات وآراء مشابهة فى الجزء الثانى من: مجرد ذكريات، واذا كنت لم أنشط الى التعليق عليها فى حينها، فإنى رأيت ضرورة هذا التعليق هذه المرة، حتى لا يعتبر الامتناع عنه تسليما بتلك المعلومات والآراء، بشأنى وبشأنهم.
ان كتابك القيم يمكن اعتباره، كما قلت أنت وكررت، رسالة فى "العشق التجمعى" وهو عشق أهنئك عليه ولا أعذلك فيه، اذ أن أمرى فيه ليس كأمر ذلك الشاعر الذى قال:
وعذلت أهل العشق حتى ذقته
فعجبت كيف يموت من لا يعشقُ

وبالمناسبة، فبيت الشعر الذى أوردته فى مستهل الكتاب ليكون شعارا لما جاء به وأوردته على النحو التالى:
كم ذا بكابد عاشق ويعانى
فى حب مصر كثيرة العشاقِ

هو للشاعر حافظ ابراهيم، وصحته كالآتى:
ك ذا بكابد عاشق ويلاقى
فى حب مصر كثيرة العشاقِ

واذا كان المعنى فى الحالتين واحدا أو يكاد، الا أن الروى هو الحالة الثانية أكثر صحة واستقامة، فضلا عن أن هذا هو الاصل "التاريخى" لبيت حافظ ابراهيم.
وأول ما يعن لى تعقيبا على ما ورد بشأنى فى كتابك، هو ازجاء الشكر اليك على الصورة البهية التى صورتنى بها فى مستهل روايتك للاحداث التى صاحبت نشأة التجمع، فى لقائنا الذى وصفته فى ذلك الصباح الينا يرى المعطر بشذى الياسمين وهى صورة لها أهميتها، لا لجمالها الفنى فحسب، بل لدلالتها فى بيان طبيعة العلاقة التى كانت تجمع بينى وبينك فى ذلك الوقت، وهو ما يرد على بعض ما جاء بكتابك عنى فى ذلك، مما سوف أعود اليه فى حينه.
ان كل المشاهد والوقائع التى حفل بها كتابك بعد هذه المقدمة، تخلو أو تكاد مما يحفزنى الى تلعقيب عليها، فتلك أمور لم أشارك فيها كما لم يشارك فيها أحد من أصدقائى الذين ذكرت أسمائهم، ممن كانوا يتفقون معى فى الموقف أو الرأى بشأن كيفية بناء حزب لليسار فى ذلك الوقت، غير أن هناك أمرين جاء ذكرهما فى كتابك الأخير وفى الجزء الثانى من ذكرياتك عنى وعن هؤلاء الاصدقاء، أراهما بعيدين كل البعد عن الصحة وعن الانصاف، وأرانى مضطرا الى تناولهما بالتعقيب والتصحيح، انصافا للحقيقة التاريخية وحتى لا يعتبر السكوت بشأنهما تسليما بصحة روايتك لهما أو تصورك عنهما، كما سبق لى القول.
الأمر الأول: هو ما ذكرته فى صفحة 26 ، 27 من كتابك، عما أصاب عبد الرحمن الشرقاوى ومن أحاطوا به ممن أسموا أنفسهم مجموعة روز اليوسف (أحمد حمروش، حسن فؤاد، صلاح حافظ، ومن تواجد معهم خارج اطار روز اليوسف مثل محمود توفيق وسعد كامل وآخرين) من الغيظ عندما استقبل السادات خالد محيى الدين وليس عبد الرحمن الشرقاوى، طالبا منه تأسيس منبر اليسار، وبذلك تلاشت ترتيبات مسبقة للشرقاوى ومن أحاطوا به وفيما يبدو أنهم كانوا قد استعدوا قبل غيرهم، ثم ولسبب لا يعرفه الا السادات، انقلبت الخطة، وانتقل الاختيار من الشرقاوى الى محيى الدين، وبدأت عملية تأسيس منبر اليسار، وبدأت معها معركة من جانب هذه المجموعة...
وأفرغت هذه المجموعة غيظها (وكانت محقه فى هذا الغيظ) الذى أتى -وبالدهشة- ضدنا وليس ضد السادات.
تلك هى المقولة الأولى، أو الخطأ الأول، الذى وقعت فيه فى تصورك لهذا الامر، وفى روايتك للاحداث التى كانت جارية وقتها، وواضح أن هذا الخطأ، يرجع فيما يرجع اليه، الى قيامه على الظن والتخمين، دون سند من الواقع أو الحقيقة، ولا أدل على ذلك من قولك:
- وفيما يبدو انهم كانوا قد استعدوا قبل غيرهم، ولم يرد فى روايتك أى بيان لمظاهر هذا الاستعداد، ولست أدرى هل يحق للمؤرخين، وأنت مؤرخ، ان يقيموا احكامهم على: فيما يبدو، وأمثالها، أم أنه عليهم أن يلتزموا جانب الدقة والحذر فلا قيمون حكما الا على أساس من القطع واليقين، لا على الظن والتخمين، شأنهم فى ذلك شأن القضاء.
- ثم ما هو دليلك أصلا، على أن السادات حين استقبل الشرقاوى وكاشفه باتجاهه الى اقامة تعددية، بما فى ذلك السماح باقامة حزب لليسار، قد اتفق معه أو حتى عرض عليه، أن يكون هو رئيسا لذلك الحزب، أو على أن الشرقاوى قد طلب من السادات ذلك؟ طبعا لا دليل على الاطلاق، وانت نفسك لم تذكر فى روايتك عما قلته أنا لك عن هذه المقابلة اننى ذكرت لك شيئا من ذلك، اذن فالمسألة هنا أيضا، مسألة ظن وتخمين، وليس لها سند يعتد به.
وقد يكون للبعض مبرر فى أن يتصوروا أن الشرقاوى كان يرغب أصلا فى أن يكون رئيسا لحزب اليسار، ومثل هؤلاء قد يكون عذرهم أنهم لا يعرفون الشرقاوى معرفة حقيقية، أما الذين كانوا يعرفونه حقا -وأنا واحد منهم- فنعلم عنه علم اليقين أنه لم يكن يفكر فى ذلك، أو يقبل به لو عرض عليه فهو كان واضحا وقاطعا فى التقيد بدوره كأديب وفى أن عطاءه الوطنى والفكرى -والسياسى- هو من خلال دوره الادبى وحده كما يعرفون عنه نفوره من التقيد بأى قيد تنظيمى أو ادارى أو تنفيذى، مما تحتمه رئاسة حزب أو حتى تولى أى منصب قيادى فيه.
وقد يقول قائل: ولماذا اذن يفاتح السادات الشرقاوى فى اعتزامه اقامة تعددية حزبية والسماح بأقامة حزب لليسار؟ ولا أظن أن هذا الأمر عصى على الفهم، فالشرقاوى كان -على الصعيد الفكرى والسياسى، لا التنظيمى- من أبرز وجوه اليسار المصرى خاصة فى تلك السنوات التى كان يرأس فيها روز اليوسف، والتى تحولت بوجوده ومن معه الى منبر فكرى وسياسى لهذا اليسار، ومن الطبيعى -والعلاقة بينة وبين السادات كان يسودها الكثير من الود الشخصى، ان يحدثه فى هذا الأمر قبل غيره، بل ربما وان يعرف رأية فيه، دون أن يعنى ذلك أن يختاره لرئاسة مثل هذا الحزب، أو يرشحه لذلك، اذن فتصورك أنت أو سواك، أن الشرقاوى ومن حوله كانوا يتطلعون الى رئاسته لحزب اليسار، وغيظهم حين اسندت هذه الرئاسة الى خالد محيى الدين هو تصور خاطئ قائم على حساسيات لا أساس لها، بل يمكن أن يكون وليدا لعمليات دس ووقيعة من جانب بعض الاشخاص أو الجهات أو الدوائر التى يهمها بث الفرقة بين صفوف اليسار المصرى، وتغذية الحساسيات الشخصية أو الحلقية فيه.
ويكون الأمر الجدير بالبحث والتفسير هو لماذا خضعت أنت وبعض الاخوة الآخرين، لهذا التصور وتلك الحساسية، ولماذا تصرفتم على أساسه؟
أو لم يكن كافيا لنفى هذه الهواجس عندك، وعند أصدقائك، مبادرتى لاطلاعك على ما قاله السادات للشرقاوى، فى ذلك اللقاء الينايرى الذى وصفته أنت فأجدت والذى يكاد لفرط ما لابسه من أمارات الود، أن يكون لقاء غراميا بين حبيبين؟
ثم هل بدر من الشرقاوى أو منى أو من سواى من المحيطين به بعد ذلك، سواء قبل أو بعد الاعلان عن اختيار الأخ خالد رئيسا للحزب، ما يدل على هذا الغيظ المزعوم؟
لا اعتقد ان شيئا من ذلك قد حدث، وفيما يتعلق بى أنا، فقد استمرت لقاءاتى بك وبالأخ خالد، للحديث والتشاور فيما ينبغى عمله فى هذا الشأن، الى المرحلة الحاسمة التى دخل فيها الامر فى مرحلة اتخاذ الاجراءات والقرارات التنفيذية حيث شعرت، أنا والكثيرين غيرى، ومنهم الشرقاوى ومجموعة روز اليوسف، بأن الامر يتجه بسرعة الى اخراج مثل هذه الاجراءات والقرارات، من نطاق التشاور والاتفاق الى نطاق الانفراد بالقرار، والى التصرف وفقا للاعتبارات الشخصية أو الحلقية، ولا ادل على ذلك مما ذكرته فى كتابك عن الطريقة التى جرى بها قيامكم بتشكيل الهيئة التأسيسية واللجنة المركزية بقرارات منفردة، ودون تشاور أو اتفاق مع بقية فصائل ومجموعات اليسار، مما أصاب الكثيرين، ونحن منهم بالصدمة والاحباط، ولا شك أنك تذكر أن الأخ أحمد حمروش قد تكلم فى اجتماع الهيئة التأسيسية معبرا عن هذا الشعور، وناقدا للطريقة الانفرادية والمتعجلة فى تشكيل الهيئات القيادية للحزب، وداعيا الى معالجة الامر بمزيد من الاناة، حرصا على وحده اليسار، وضمانا لعوامل قوته ونجاحه، لقد كان فى هذا الاسلوب الانفرادى، الشخصى والحلقى ما آثار لدينا ولدى آخرين غيرنا الكثير من المخاوف ودواعى التشاؤم، التى ابتعثتها ذكريات أليمة عن عواقب هذا النهج الحلقى والتكتلى الذى صاحب مسيرة الحركة اليسارية فى مصر، وكان هو العامل الاول فى هدم أركانها وزعزعة قواها، ولعل فيما ذكرته بعد ذلك فى كتابك من الصراعات والمعارك التى جرت فى حزب التجمع، بينكم وبين العديد من الفرقاء الاخرين رغم انكم كنتم تستظلون جميعا بمظلة "العشق التجمعى" ما يؤكد ان ما شعرنا به من الاحباط والتشاؤم وقتها، لم يكن بلا أساس.
كان هناك من أشاروا علينا وقتذاك، بالدخول فى التجمع، والاستمرار فيه، والصراع من الداخل لتصحيح تلك الأوضاع، ولكن خبراتنا القديمة فى هذا المجال، حالت بيننا وبين انتهاج ذلك الطريق، المسألة اذن لم تكن هذا الغيظ الذى تكلمت عنه، الذى انتابنا على حد تصورك، من قيام السادات اختيار الاخ خالد محيى الدين لرئاسة الحزب بدلا من الشرقاوى، والذى اتى ضدكم وليس ضد السادات كما تقول، اذ أن خالد محيى الدين كان وما زال جديرا بهذه المكانة، ولم يكن الشرقاوى أو غيره مرشحا لها من وجهة نظرنا، المسألة كانت فى صدمتنا واحباطنا ونفوزنا وتشاؤمنا من الاسلوب الانفرادى، الشخصى، والحلقى، والتكتلى، الذى انزلقت اليه عملية تشكيل الحزب الجديد، وما يقود اليه هذا الاسلوب من توقعات بالنسبة لمستقبل هذا الحزب، بالرغم من وجود الأخ خالد على رأسه.
أما عن المقولة الثانية التى وردت فى كتابك عن أسباب الخلاف الذى قام بينكم وبين مجموعة الشرقاوى، فكانت على حد قولك:
"لكن الخلاف مع مجموعة الشرقاوى كان -أيضاً- حول التوجه الاساسى نحو الفكرة، وكيفية التعامل معها، وبها فنحن نسعى نحو مساحة يسارية متسعة، مظلة تكون لكل من هو يسارى من جماعات، وما هو يسارى من أفكار، وهم -ربما تعلقا بالفكرة أو تعلقا بالماضى.. أول مجرد التعارض والتمايز عما نطرحه نحن -طرحوا فكرة منبر ماركس، للماركسيين فقط وربما لفصيل واحد منهم".
ويؤسفنى -ياعزيزى الدكتور رفعت- أن أقول لك ان هذه المقولة عارية من الصحة جملة وتفصيلا، ودليلى على ذلك انك لم تقدم أى دليل عليها، ولن تستطيع ذلك مهما حاولت، ذلك أننا نحن أيضاً -كان من رأينا أن يكون الحزب اطارا يضم كل فصائل وقوى اليسار على اختلاف منابعها الفكرية وأصولها التاريخية، وقد كان موقفنا هذا من أهم أسباب صدمتنا واحباطنا للطريقة الانفرادية التى سارت بها عملية تشكيل الهيئات القيادية للحزب، وهو ما يتنافى تماما مع القول بانكم كنتم انتم تسعون نحو مساحة يسارية متسعة، مظلة تكون لكل من هو يسارى من جماعات، وما هو يسارى من أفكار وهم -أى نحن- أى مجموعة الشرقاوى- طرحوا فكرة منبر ماركس، للماركسيين فقط فحسب بل تناقضها مع العقل والمنطق تماما، وذلك على البيان التالى:
- انك -كما سبق لى القول لم تقدم أى دليل عليها، ولن تستطيع ذلك مهما حاولت، لسبب بسيط، هو أ،ه لا نصيب لها من الصحة، وأنت لم تقل، ولن تستطيع أن تقول كيف واين طرحنا هذا الرأى.
- أن وجهة نظرى ووجهة نظر الشرقاوى وكل من ذكرتهم من اصدقائه سواء فى روز اليوسف أو خارجها كانت بالتأكيد هى ضرورة العمل على أن يكون الحزب المطلوب مظله واسعة لليسار المصرى كله، ومنبرا للتعبير عنه، وللنضال من أجل تحقيق البرنامج العام الذى يمكن أن يتنباه اليسار المصرى، ولعلك لا تنسى اننى، فى كل لقائاتى معك ومع الأخ خالد فى تلك المرحلة، كنت أعبر عن هذا الرأى وادافع عنه بكل وضوح، ولم يحدث فى أى لقاء أن اختلفت معكما فى هذا الأمر.
- أنه لا يعقل أن يكون الشرقاوى من انصار بناء حزب للماركسيين فقط "وربما لفصيل واحد منهم" كما تقول فى حين تكون أنت والأخ خالد، من أنصار أن يكون الحزب مظلة واسعة لليسار كله، بكل جماعاته وتياراته، اذ أن ذلك أمر يتعارض مع طبائع الاشياء، ومع التكوين التاريخى المعروف لكما وللشرقاوى فى آن واحد، لقد كان الشرقاوى اشتراكيا عظيما، وكانت عظمتة ترجع أساسا لاتساع أفقه، وبعده عن التعصب المذهبى والجمود الفكرى، وأن اشتراكيته كانت ممتزجة بتوجهاته الليبرالية والإسلامية المعروفة، وهو ماجر عليه عداوات كثيرة من أدعياء الثورية، فمن الذى يصدق مقولتك الحالية، فى أنه كان -هو ومجموعته- يريدونه حزبا للماركسيين فقط، وربما لفصيل واحد منهم، ويرفضون أن يكون مظلة لليسار المصرى بمعناه الواسع؟ 
قل غير ذلك يا دكتور رفعت، فالحقيقة كانت فى الواقع عكس ما قلت، فقلد كان الشرقاوى ومجموعته -وأنا واحد منها- يريدون للحزب أن يكون مظلة واسعة لليسار المصرى وكانوا يريدون ذلك قولا وفعلا، وليس فقط من طرف اللسان كما كان غيرهم يفعل، ومن أجل بناء الحزب، وان المصارحة والشفافية هى الشمان الأساسى لبناء الثقة التى تقوم عليها المشاركة الحقيقية، ومن أجل ذلك فقط اعترضت مجموعة الشرقاوى -وأنا واحد منهم- على انخراطكم انتم فى اتجاه الانفراد بالأمر واستبعاد الآخرين -ونحن منهم- من دائرة بحث الأمور والتقرير بشأنها، ولم تكن المسألة من جانبينا حرصا على المواقع أو المناصب الحزبية، بل كانت الحرص على توفير فرص النجاح للتجربة، وحماية السفينة من أن تتحطم على الصخور، والتمسك بضرورة أن يكون هناك أسلوب عمل صحيح يحول دون تبديد الجهود والدخول فى المتاهات، ولعل ما افضت فيه فى كتابك عن الصراعات والمأزق التى وقعت بينكم وبين شركائكم فى مسيرة العشق التجمعى، ما يؤكد أن اعتراضنا لم يكن بلا أساس.
وها أنت يا عزيزى الدكتور رفعت تقلب الحقائق فى هذا الأمر وتتصور، أو تخترع خلافا بيننا وبينك على طبيعة الحزب الذى كان ينبغى بناؤه، واعتقادى انك لجأت الى ذلك حتى يكون هناك سبب سياسى للخلاف الذى نشأ بيننا فى ذلك الوقت، وذلك سعيا الى التغطية على السبب الحقيقى، وهو رغبتكم فى الانفراد وفرض السيطرة على الحزب الوليد وتلك حيلة معروفة فى الصراعات السياسية بوجه عام وفى الصراعات اليسارية بصفة خاصة، وهى التموية على البواعث الشخصية والحلقية لهذه الصراعات بالباسها طابعا سياسيا أو مبدئيا لا أساس له من الصحة.
على كل حال، اعود فأشكرك على أهدائى كتابك، وأتمنى لك مزيداً من السعادة بالعشق التجمعى الذى ينضح به الكتاب.

وتقبل خالص تحياتى،
2001/1/24                               المخلــــــص
                                             محمود توفيق 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق