1- مزيد من الايضاح لطبيعة الجبهة واهدافها

وفى مقال ثان نشر بجريدة الأهرام بتاريخ 1985/7/13 تحت عنوان "لمن شرف المبادرة" عاد الأستاذ عبد الرحمن الشرقاوى الى تأكيد فكرته وزيادتها ايضاحا، فقرر أنه يوجه دعوته الى كل القوى السياسية والاجتماعية على اختلاف الآراء والأفكار والعقائد، والى كل من يشعر بالمسئولية فى أى موقع الى انشاء الجبهة الوطنية، وان طريق الجبهة هو طريق الخلاص، ولا خلاص فى غير هذا الطريق، ولا حماية للوحدة الوطنية ولمصالح هذا الوطن إلا بإنشاء حصن حصين هو الجبهة.
وقرر الاستاذ الشرقاوى أنه لا يستثنى أصحاب الأتجاهات الدينية من المشاركة فى الجبهة، ثم عاد إلى أهداف الجبهة فزادها بيانا على النحو التالى:
 وأما هدف الجبهة فهو: "الأتفاق على ما هو مشترك، على أرض للقاء تتحصن فيها القوى المختلفة، دفاعا عن حقوق المواطن، وحرياته، وكرامته، ومتقبله، وعن مصير الوطن نفسه".
ثم زاد أهداف هذه الجبهة تفصيلا على النحو التالى:
 "ولا ريب أن كل القوى مهما تختلف، تتفق على حق الوطن فى الأمن والسلام أمام كل الأعداء".
وهى تتفق على وجوب كفالة حق المواطن فى أن ينعم برغد العيش، وبالمسكن الصالح، وفى أن تحافظ الدولة على كرامته، وان تضمن له التعليم المفيد، والثقافة التى تضئ بها النفس وشرق بها العقل، فضلا عن كفالة حقه فى العدل وفى المساواة، وفى الحريات الديمقراطية وأولاها حرية التعبير، على أساس مطمئن من الرعاية الصحية، والاجتماعية، ومن تكافؤ الفرص، ومن ضمان مواصلات مريحة، وخدمات ميسرة، وجو هادئ يتنفس فيه وينتج، ولا تلوثه الضوضاء أو الغازات السامة المتراكمة من عوادم السيارات والموتوسيكلات.
ثم يعمد الاستاذ الشرقاوى الى تأكيد عدد من المبادئ العامة التى تشكل الأساس السياسى والاجتماعى للجبهة كما يلى: 
 "ما من أحد من الأحزاب السياسية أو القوى الاجتماعية يختلف حول وجوب النضال دفاعا عن استقلال الوطن وسلامته وأمنه، أو يختلف حول وجوب العمل الدائب فى كل نهار وليل لتوفير السعادة والعدالة والسكينة والطمأنينة لكل مواطن..".
ما من حزب يدعو الى سيادة طبقة.. أو يبارك استغلال طبقة، ما من حزب يدعو الى تمييز أو تمايز بين طبقات الأمة.. وما من حزب يدعو الى افقار الفقراء.. والى اثراء الأثرياء.. وما من حزب يمكن أن يدعو الى التفرقة أمام القانون فى الحقوق والواجبات".
 "وما من حزب يدعو الى انتهاك حرمات الوطن.. أو الى قهر المواطن.. والى ظلم فئة لحساب فئة،..
 "وما من حزب يدعو الى أن يكون الوطن خاضعا لاحدى القوى الأجنبية.. أو يدعو الى ما ينتهك حريات الوطن"..
 وأخيراً فإن الأستاذ الشرقاوى يلخص فكرته عن الجبهة فى دوافعها وأهدافها بقوله: "الجبهة ليست فى ذاتها هى الهدف أو الغاية، ولكنها الوسيلة الوحيدة الى أنبل غاية، "رفعة الوطن، ورفاهية الوطن".
**      **      **

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق