2- البعد القومى للجبهة الوطنية

لا يكتفى الاستاذ الشرقاوى بما اقترحه أساسا للجبهة الوطنية المصرية، فهو يشير فى النهاية الى المضمون القومى الواجب لهذه الجبهة فيقول:
 "والحديث عن الجبهة الوطنية المصرية يذكرنا بأهمية الجبهة القومية العربية، فما انتهكت حقوق العرب الا منذ تفرقوا، ويسرد الشرقاوى كيف ارتبطت مراحل المؤامرة الاستعمارية الصهيونية على العرب بتمزقهم، وينتهى من ذلك الى القول: "وهكذا ساعد التمزق العربى على نجاح الارهاب الامريكى الاسرائيلى.. فليست الولايات المتحدة وحدها هى التى غرست الارهاب الاسرائيلى فى بلادنا ثم حمته من ادانة مجلس الأمن.. لقد فعلت الادارة الامريكية كل هذا حقا.. ولكنها ما كانت لتستطيع أن تفرض الأرهاب الاسرائيلى وتحمية لو كان العرب جبهة واحدة صلبة".
**         **       **
وهكذا نرى أن عبد الرحمن الشرقاوى يطرح على الجبهة المقترحة كل القضايا والمهام الأساسية فى حياتنا والتى تتدرج من القضية الوطنية ببعدها القومى، الى قضايا الديمقراطية فى جملتها وتفاصيلها الى القضايا الطبقية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية برمتها، وأخيرا الى قضايا البيئة وحمايتها، بل ان عبد الرحمن الشرقاوى قد عاد فى مقال له بالأهرام نشر فى 1985/8/24 بعنوان: "أنت لا تنزل الى النهر مرتين" ليستعرض العديد والمزيد من المشكلات المطروحة على الجبهة المقترحة، مثل: التلوث، والقذارة، والضوضاء، والمواصلات، والاسكان، والنظافة، والغذاء، والكساء، وسائر المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (الاخلاقية وسلبيات السلوك الاجتماعى، وينوط بالجبهة المقرتحة علاج كل هذه الأدواء مطالبا الجميع بالتكاتف بلا تحزب ولا تعصب للعمل على إيجاد الحلول لمشاكل هذا الشعب.
كيف يوضع برنامج الجبهة؟
ومع كل ما يقترحة الاستاذ الشرقاوى كأهداف للجبهة وكمهام مطروحة عليها، فهو لا يزعم أنه يطرح برنامجا لها، بل يترك وضع هذا البرنامج لقوى الجبهة كلها، ويقول فى ذلك:
 "لابد من أن ينهض أحد الاحزاب السياسية أو ممثلو احدى القوى الاجتماعية لوضع الأهداف الوطنية المشتركة، ودستور العمل".
وبيسأله الأستاذ عبد الستار الطويل فى حوار معه نشر بجريدة السياسى فى 1985/7/28 عن برنامج تلك الجبهة كما يتصوره، فيجيب بقوله:
 "أنا ممتنع تماما عن طرح أى برنامج لها.. أن على كل القوى السياسية أن تجتمع وتطرح هى أفكارها وتصوراتها وتتفق حول ما تتفق عليه ليصبح برنامج الجبهة".
ويفسر موقفه هذا بقوله:
 "أن المشاكل ضارية فتاكة تصيب ابناء الوطن بالاحباط، وما من حزب واحد لدية حل نهائى لهذه المشاكل جيمعا، ولكن تلاقى الافكار، وتحاورها سينتج حلاً شافياً بلا جدال.. ربما كان لدى كل حزب الحل الأمثل لمشكلة ما، ولكن ما من حزب لدية حلول سحرية لكل المشاكل".
* * *

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق